فاعلية برنامج علاجي سلوکي في تنمية المهارات الاجتماعية وخفض شدة الأعراض لدى مرضى الفصام

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

کلية الآداب، جامعة حلوان

المستخلص

 والواقع أن مشکلة اضطراب الفصام تبدوا أکثر تعقيًدا من مجرد النظر إلى معدلات الانتشار، فهو يعد أحد أهم عشرة اضطرابات تسبب أعباءً کبيرة علي کل من الفرد والأسرة والمجتمع، ويرجع ذلک إلي البداية المبکرة لهذا الاضطراب، فضلاً عن أنه يميل إلى أن يصبح اضطرابًا مزمنًا، يصيب قدرة المرضى على التفکير بشکل واضح، ويؤثر على قدرتهم على تفسير المواقف الاجتماعية والخبرات السابقة والتخطيط للمستقبل، وعلى علاقاتهم وتفاعلاتهم مع الآخرين (Weinberger & Harrison, 2011).
ومما يزيد من خطورة المشکلة أن هذا الاضطراب يبدأ في سن الشباب والنضوج، أي فترة العمل والدراسة والازدهار الفکري (أحمد عکاشة، 2003، 297).
ويذکر أن محاولات الانتحار لدى مرضى الفصام تتزايد خصوصًا بين الرجال، بل ويعد الانتحار أحد أسباب الموت المبکر لدى هؤلاء المرضي(Donker, Calear, Grant, Spijker, Fenton & Hehir, 2013).
ويعد نقص المهارات الاجتماعية إحد المشکلات الأساسية لدى مرضى الفصام, والذي يترتب عليه صعوبات عديدة في التعامل مع الآخرين وتحقيق الاحتياجات الأساسية (Kingdom & Turkington, 2005, 3).
وعلي الرغم من کل ذلک فقد تم إهمال العلاج النفسي للاضطرابات الذهانية بشکل عام والفصام بشکل خاص لفترات طويلة، وکانت هناک مقاومة شديدة لذلک, لذا اقتصرت تلک التدخلات النفسية على الاضطرابات العصابية فقط (مثل: اضطرابات القلق) وکانت تطبيقات العلاج النفسي للذهان استثناءً أکثر منها قاعدة (Moritz, Woodward, Stevens & Hauschildt, 2013, 3; Moritz & Woodward, 2007).
وفي الآونة الأخيرة بدأت المناحي العلاجية للفصام (مثل العلاج المعرفي والسلوکي) في إثبات وجودها وتناميها، خصوصًا لدى مرضى الفصام(Moritz et al., 2013, 3; Aghotor, Pfueller, Mortiz, Weisbord, Roesch-Ely, 2010).
وتشير الدراسات السابقة کدراسة "فافورد"  Favrod وآخرين على عينة مکونة من (48) مريضًا من مرضى الفصام ممن لديهم ضلالات ثابتة، تراوحت أعمارهم ما بين 18- 65 عامًا، وتم توزيع عينة الدراسة علي مجموعتين قوام کل منهم 24 مريضًا، إحداهما تمثل المجموعة التجريبية (تعرضت للعلاج الاعتيادي بالإضافة إلى العلاج السلوکي)،وأشارت إلى وجود فروق جوهرية بين التقييم القبلي والتقييم البعدي على مقياس الضلالات ومقياس المهارات الاجتماعية، لصالح مجموعة العلاج السلوکي (Favrod et al., 2014).
وقد أدى تجدد الاهتمام بالأسس النفسية والسلوکية والمعرفية لاضطراب الفصام إلى الإشارة إلى أهمية العلاج السلوکي في علاج مرضى الفصام (Aghotor et al., 2010; Moritz & Woodward, 2007).
ويعد العلاج المعرفي السلوکي والعلاج السلوکي – من أهم المناحي – التي تهدف بشکل أساسي إلى تنمية المهارات الإجتماعية وتغيير البنية المعرفية وخفض شدة أعراض الفصام (Moritz et al., 2013, 4).
مما سبق يتضح أن مجال علاج مرضى الفصام باستخدام العلاجات المعرفية والسلوکية لا يزال في حاجة لإجراء مزيد من الدراسات حوله لتعميق الاستفادة من تلک المناحي خاصة في تنمية المهارات الاجتماعية والتغلب علي الاختلالات المعرفية لدى مرضى الفصام.